الاضطرابات الجنسية عند الرجال

تشير الدراسات إلى أن الاضطرابات الجنسية تشمل مجموعة متنوعة من المشاكل التي يمكن أن تؤثر على قدرة الرجل على الحصول على الإثارة الجنسية وتحقيق الرضا الجنسي.
ويمكن أن تنتج هذه المشاكل عن أسباب نفسية أو جسدية أو الجمع بينهما.
وفيما يلي سنتناول بعضًا من الاضطرابات الجنسية الشائعة عند الرجال:
محتوى المقالة
ضعف الانتصاب
يُعد ضعف الانتصاب واحدًا من أشهر الاضطرابات الجنسية التي تؤثر على الرجال، حيث يعاني الرجال المصابون بهذا الاضطراب من عدم القدرة على الحصول على انتصاب كافٍ لتحقيق الجماع.
وقد يكون هذا الاضطراب ناجمًا عن أسباب نفسية أو جسدية، ومن أبرز الأسباب الجسدية التي يمكن أن تؤدي إلى ضعف الانتصاب هي مرض السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى واضطرابات الغدة الدرقية.
ويمكن علاج هذا الاضطراب باستخدام الأدوية المناسبة مثل الفياغرا والكيماكول والليفيترا، كما يمكن اللجوء إلى العلاج النفسي.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور مارتن هولت في دراسة نشرت في مجلة “الصحة الجنسية” Sexual Health،
“إذا كنت تعاني من ضعف الانتصاب، يجب عليك زيارة الطبيب للحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب.
ويشمل العلاج الأدوية مثل الفياغرا والسياليس، والعلاجات الأخرى مثل العلاج الهرموني وعلاجات الأوعية الدموية”.
سرعة القذف
تُعد سعرة القذف اضطراب جنسي يتمثل في القدرة المتدنية على السيطرة على القذف.
ويعاني منها الكثير من الرجال في جميع أنحاء العالم.
وعادة ما يعتبر القذف الذي يحدث خلال دقيقتين أو أقل من بداية الجماع أمرًا غير طبيعي.
ويمكن أن تنجم هذه المشكلة عن أسباب نفسية، مثل القلق أو الضغط النفسي.
أو أسباب جسدية مثل الالتهابات الجهازية أو أمراض الغدد الصماء.
وفي هذا الصدد، يقول البروفيسور راج راي في دراسة نشرت في مجلة “الطب والعلوم الطبية” Medicine and Medical Science.
“يمكن أن يحدث القذف السريع نتيجة لتشوهات هرمونية أو مشاكل في الجهاز التناسلي، ولذلك ينبغي للأطباء تقييم الأسباب الجسدية لهذا الاضطراب وتحديد العلاج اللازم بالتالي”.
وفي دراسة نشرت في مجلة “علم النفس السريري” Clinical Psychology، يقول الدكتور جون ديمبسي
“إن العلاج النفسي والدوائي هو الخيار الأكثر فعالية لعلاج اضطرابات القذف، ويمكن أن يتضمن العلاج النفسي تقنيات الاسترخاء والتحكم في الوظائف الحيوية والتمارين الجنسية”.
انخفاض الرغبة الجنسية
يشير انخفاض الرغبة الجنسية إلى نقص في الرغبة الجنسية وعدم القدرة على الاستجابة للمثيرات الجنسية.
ويمكن أن تكون هذه المشكلة ناتجة عن عوامل نفسية أو جسدية.
ومن بين الأسباب الجسدية لانخفاض الرغبة الجنسية هي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكولسترول واضطرابات الغدة الدرقية.
و في هذا الصدد، يقول الدكتور مايكل كارتر في دراسة نشرت في مجلة “الطب النفسي” Psychiatry
“علاج انخفاض الرغبة الجنسية يتطلب فحصًا شاملاً للحالة الصحية الجسدية والنفسية للشخص، ويمكن استخدام الأدوية الخاصة بزيادة الرغبة الجنسية في حالات معينة، ولكن ينبغي الحرص على استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء”.
الاضطراب الجنسي الناتج عن الإدمان
قد يؤدي الإدمان على المخدرات أو الكحول أو الإباحية إلى اضطرابات جنسية عند الرجال.
فالإدمان على هذه المواد يؤثر سلبًا على الصحة العامة ويؤدي إلى تدهور الأداء الجنسي وتقليل الرغبة الجنسية وزيادة صعوبة الانتصاب وتأخر القذف.
وفي دراسة نشرت في مجلة “علم النفس السريري” Clinical Psychology
يؤكد الدكتور جون ديمبسي أن “علاج الإدمان يمكن أن يساعد في التحسين العام للصحة الجنسية، ويشمل العلاج عادة العلاج النفسي والدوائي”.
الاضطراب الجنسي الناتج عن الجراحة
قد يتعرض الرجال للاضطرابات الجنسية بعد الخضوع لعملية جراحية على العضو التناسلي أو بسبب إزالة البروستاتا بسبب السرطان.
ويمكن أن تتضمن هذه الاضطرابات صعوبة في الانتصاب، وضعف الرغبة الجنسية، وصعوبة في الحصول على النشوة الجنسية.
وفي دراسة نشرت في مجلة “علم الأعصاب” Neurology،
أجرى باحثون دراسة على مجموعة من الرجال الذين خضعوا لجراحة إزالة البروستاتا وأشارت النتائج إلى أن “العلاج النفسي والعلاج الدوائي يمكن أن يساعد في تحسين الأداء الجنسي والجودة العامة للحياة بعد الجراحة”.
الاضطراب الجنسي الناتج عن العوامل البيئية
تتأثر الصحة الجنسية للرجال بشكل كبير بالعوامل البيئية مثل التلوث والتعرض للمواد الكيميائية الضارة والتدخين.
ويؤدي هذا التأثير إلى تدهور الأداء الجنسي وتقليل الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب
وفي دراسة نشرت في مجلة “علم البيئة والصحة” Environment International
يقول الدكتور جون سميث “إنه من المهم تقليل التعرض للعوامل البيئية الضارة لتحسين الصحة الجنسية للرجال وتحسين جودة الحياة”.
العلاجات البديلة للاضطرابات الجنسية
توجد العديد من العلاجات البديلة لعلاج الاضطرابات الجنسية عند الرجال، ومن بين هذه العلاجات: العلاج النفسي، والتدليك، والتدريب الرياضي، والتغذية الصحية.
وفي دراسة نشرت في مجلة “علم الأعصاب” Neurology، أشارت النتائج إلى أن “تحسين الحالة العامة للصحة البدنية يمكن أن يساعد في تحسين الأداء الجنسي للرجال”.
الخلاصة
تعد الاضطرابات الجنسية من المشاكل الشائعة التي يعاني منها الرجال في جميع أنحاء العالم.
ويمكن أن تسبب مشاكل صحية وعاطفية خطيرة.
وبالرغم من أن الأسباب المحتملة للأمراض الجنسية لدى الرجال كثيرة ومتنوعة، إلا أن العلاجات متاحة وفعالة في معظم الحالات.
ويجب على الرجال الذين يعانون من الاضطرابات الجنسية البحث عن المساعدة الطبية.
سواء كانت عن طريق العلاجات الدوائية أو النفسية أو العلاجات البديلة.
وينبغي للرجال أيضًا العمل على تحسين صحتهم البدنية والعاطفية وتقليل التعرض للعوامل الضارة لتحسين جودة حياتهم الجنسية.
وعلى المستوى العام، يجب تشجيع الوعي الصحي في المجتمع وتعزيز التثقيف الصحي للمساعدة في تحسين صحة الجنسية للرجال والوقاية من الاضطرابات الجنسية.
كما يجب توفير الموارد الطبية والنفسية المناسبة للرجال الذين يعانون من الاضطرابات الجنسية لتحسين جودة حياتهم والحد من الآثار السلبية الناجمة عن هذه الاضطرابات.
في الختام، يجب على الرجال أن يدركوا أن الاضطرابات الجنسية هي مشكلة شائعة ومتعددة الأسباب.
وأنها ليست عيبًا أو خطأً في شخصيتهم.
يجب على الرجال الذين يعانون من أي نوع من الاضطرابات الجنسية أن يتحدثوا مع الأطباء المتخصصين ويبحثوا عن المساعدة اللازمة للتشخيص والعلاج.
ويمكن للرجال الذين لا يعانون من أي اضطراب جنسي الحفاظ على صحتهم الجنسية من خلال تبني نمط حياة صحي وممارسة الرياضة والتغذية السليمة وتجنب العوامل الضارة.
ومن المهم أن يقوم الأفراد والمجتمع بدعم الرجال الذين يعانون من الاضطرابات الجنسية وتعزيز الوعي الصحي لمنع حدوث هذه الاضطرابات والحد من آثارها السلبية على الصحة والعلاقات الشخصية.
ونتمنى أن تكون هذه المعلومات والإرشادات قد أسهمت في زيادة الوعي بشأن الاضطرابات الجنسية لدى الرجال وتشجيعهم على الحصول على المساعدة الطبية اللازمة لتحسين صحتهم الجنسية والعاطفية.