صحة جنسية

تأثير العلاقات السابقة على العلاقات الحميمية الجديدة

تعد العلاقات الحميمية الجديدة فرصة جديدة للسعادة، وتتطلب العناية والاهتمام والتفاني من الشريكين لتكون ناجحة.

ومع ذلك، فإن العلاقات السابقة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على العلاقات الحميمية الجديدة.

في هذا المقال، سنتحدث عن تأثير العلاقات السابقة على العلاقات الحميمية الجديدة وكيف يمكن للأفراد التعامل مع هذا التأثير.

التأثير النفسي للعلاقات السابقة


تؤثر العلاقات السابقة بشكل كبير على الصحة النفسية والعاطفية للأشخاص.

فعندما يواجه الأفراد انفصالًا أو انتهاءًا لعلاقة حميمية سابقة، يمكن أن يتأثروا بشكل كبير على المستوى النفسي.

فقد يشعرون بالحزن والألم والخيبة، ويمكن أن يؤثر ذلك على ثقتهم بالنفس وقدرتهم على التعامل مع العلاقات الحميمية الجديدة.

وفي بعض الحالات، يمكن أن تؤدي العلاقات السابقة السلبية إلى تطوير اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات الشخصية.

وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والقلق الاجتماعي يمكن أن يكون لديهم تجارب سلبية مع العلاقات السابقة.

وفقًا لدراسة نشرت في مجلة “Archives of Sexual Behavior”،

إن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في العلاقات السابقة قد يواجهون صعوبة في إقامة علاقات حميمية جديدة، ويمكن أن يشعروا بالقلق والخوف من التعرض للتوتر و الانكسار مرة أخرى.

تأثير التجارب السابقة على الثقة

قد تؤثر العلاقات السابقة على مستوى الثقة الذي يتمتع به الأفراد في العلاقات الحميمية الجديدة.

وتشير الدراسات إلى أن العلاقات السابقة السلبية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على مستوى الثقة لدى الأفراد.

فعندما يواجهون تجربة سلبية في العلاقة الحميمية السابقة، قد يشعرون بالشك والقلق والتشكيك في قدرة الشريك على تقديم الدعم والاهتمام والحب في العلاقة الجديدة

وفقًا لدراسة نشرت في مجلة “Journal of Social and Personal Relationships”، فإن الأشخاص الذين يعانون من خيبة أمل في العلاقات السابقة قد يشعرون بالشك والعدم اليقين في العلاقات الجديدة، وبالتالي يصعب عليهم بناء الثقة اللازمة لإقامة علاقات حميمية ناجحة.

وفي هذا الصدد، ينصح الخبراء بالتركيز على بناء الثقة في العلاقات الحميمية الجديدة.

وذلك عن طريق الاتصال الصادق والصريح وتعزيز الانفتاح والتفاعل الإيجابي بين الشريكين.

كما ينصح بتجنب القفز في العلاقات الحميمية الجديدة قبل الاطمئنان على الاستعداد العاطفي والنفسي لتجربة علاقة جديدة

تأثير الذاكرة على العلاقات الحميمية الجديدة

تؤثر العلاقات السابقة على الذاكرة الجماعية والفردية للأفراد، وهذا يمكن أن يؤثر على العلاقات الحميمية الجديدة.

وتشير الدراسات إلى أن الذاكرة يمكن أن تساعد على تعزيز العلاقات الحميمية الجديدة،.

فعلى سبيل المثال، يمكن للذاكرة أن تساعد الشريكين على استحضار الذكريات الجميلة والإيجابية التي عاشوها معًا.

وهذا يمكن أن يعزز الانفتاح والتواصل بينهما ويساعد على بناء علاقة صحية ومستدامة.

ومن الجانب الآخر، يمكن للذاكرة أن تسبب مشاعر سلبية وتأثير سلبي على العلاقات الحميمية الجديدة.

إذ قد يتعرض الشريكان لمواقف مؤلمة أو صعبة في العلاقات السابقة، وهذا قد يؤثر على مستوى الثقة والانفتاح في العلاقة الجديدة

وفقًا لدراسة نشرت في مجلة “Personality and Social Psychology Review”، فإن الأشخاص الذين يحتفظون بذكريات سيئة للعلاقات السابقة يمكن أن يصعب عليهم تشكيل ذكريات إيجابية للعلاقات الحميمية الجديدة، وهذا يمكن أن يؤثر على مستوى الارتباط والعلاقة بين الشريكين الجدد.

وفي هذا الصدد، ينصح الخبراء بالتعامل بحذر مع الذاكرة وعدم السماح لها بالتحكم في السلوك والمشاعر في العلاقة الحميمية الجديدة

تأثير المقارنة على العلاقات الحميمية الجديدة

قد يؤثر التعرض للمقارنة بين العلاقات الحميمية السابقة والحالية على العلاقات الحميمية الجديدة.

وتشير الأبحاث إلى أن المقارنة تؤثر بشكل كبير على مستوى الثقة والرضا في العلاقة الحميمية الجديدة.

حيث قد يشعر الشريك بالشك والقلق بشأن قدراته وجاذبيته بالمقارنة مع الشريك السابق، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى عدم الثقة وعدم الارتياح في العلاقة الجديدة

وفقًا لدراسة نشرت في مجلة “Journal of Personality and Social Psychology”، فإن الأشخاص الذين يتعرضون للمقارنة بين علاقتهم الحالية والسابقة قد يواجهون مشاكل في بناء العلاقات الحميمية الجديدة وتشعروا بالقلق والتوتر.

وفي هذا الصدد، ينصح الخبراء بالتركيز على العلاقة الحميمية الجديدة وعدم التركيز على الشريك السابق أو المقارنة بينه وبين الشريك الحالي.

وذلك عن طريق التركيز على الأمور الإيجابية في العلاقة الجديدة، والعمل على تحقيق السعادة والرضا فيها

كيفية التعامل مع تأثير العلاقات السابقة على العلاقات الحميمية الجديدة


يتطلب التعامل مع تأثير العلاقات السابقة على العلاقات الحميمية الجديدة الكثير من الحذر والوعي

ويمكن اتباع بعض الخطوات والنصائح للتغلب على هذا التأثير والحفاظ على العلاقة الحميمية الجديدة بصحة وإيجابية

أولاً، يجب عدم إحضار تجارب العلاقات السابقة إلى العلاقة الجديدة، وذلك عن طريق تجنب المقارنة والتركيز على العلاقة الجديدة وما يمكن أن تقدمه من إيجابيات

ثانياً، يمكن للأطراف في العلاقة الحميمية الجديدة التحدث بصراحة وشفافية عن تجاربهما السابقة، وذلك لتفهم أسباب الانفصال والتحسين من أخطاء الماضي

من المهم التعامل مع تأثير العلاقات السابقة على العلاقات الحميمية الجديدة بطريقة صحية وفعالة.

وفقًا لدراسة نشرت في مجلة “Journal of Sex Research”، فإن الشريكين الذين يتحدثون عن علاقاتهم السابقة بطريقة صحية ويتعاملون مع التأثير النفسي لهذه العلاقات بشكل إيجابي يمكن أن يزيدوا من فرص نجاح العلاقات الحميمية الجديدة.

كما يوصى بتحديد مدة زمنية للحديث عن العلاقات السابقة، وعدم التركيز على التفاصيل السلبية بشكل كبير.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأشخاص الذين يرغبون في تشكيل علاقة حميمية جديدة أن يقوموا بتحديد المعايير والمعايير المهمة لهذه العلاقة،.

وذلك من أجل تجنب الوقوع في نفس الأخطاء السابقة.

ويمكن أن يكون التواصل المفتوح والصريح بين الشريكين جزءًا مهمًا من هذه العملية.

الخلاصة

يمكن للعلاقات السابقة أن تؤثر بشكل كبير على العلاقات الحميمية الجديدة.

تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يحتفظون بذكريات سلبية للعلاقات السابقة يمكن أن يواجهوا مشاكل في بناء العلاقات الحميمية الجديدة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأشخاص الذين يتعرضون للمقارنة بين العلاقات السابقة والحالية أن يشعروا بالقلق والتوتر.

ومع ذلك، يمكن للأشخاص التعامل مع تأثير العلاقات السابقة بطريقة صحية وفعالة، من خلال التحدث بشكل صريح وفترة زمنية محددة، وتحديد المعايير المهمة للعلاقة الحميمية الجديدة.

المصدر
Baldwin, M. W., & Fehr, B. (1995). On the instability of attachment style ratings. Personal Relationships, 2(3), 247-261. Lewandowski, G. W. Jr., & Bizzoco, N. M. (2007). Addition through subtraction: Growth following the dissolution of a low quality relationship. Journal of Positive Psychology, 2(1), 40-54. Buunk, B. P., Angleitner, A., Oubaid, V., & Buss, D. M. (1996). Sex differences in jealousy in evolutionary and cultural perspective: Tests from the Netherlands, Germany, and the United States. Psychological Science, 7(6), 359-363. Gottman, J. M. (1999). The seven principles for making marriage work. Harmony. Heatherton, T. F., & Wyland, C. L. (2003). Assessing self-esteem. In S. J. Lopez & C. R. Snyder (Eds.), Positive psychological assessment: A handbook of models and measures (pp. 219-233). American Psychological Association.
زر الذهاب إلى الأعلى